قيام عصبة الأمم
وافق رؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر الصلح بالإجماع على قيام منظمة عصبة الأمم التي أصر عليها الرئيس الأمريكي ويلسون وادخلها كبند أساسي في جميع المعاهدات التي وقعها المنتصرون مع المهزومين وقد كان الهدف الأول للعصبة التي اتخذت مدينة جنيف في سويسرا مقرا لها حل الخلافات بين الدول بالوسائل السلمية وذلك للمساعدة على خلق جو من التفاهم والثقة بين الشعوب .
لكن الأمور لم تجر في هذا الاتجاه إذ لم يكن للعصبة عند إنشائها قوة عسكرية قادرة على تنفيذ مقرراتها كما أنها تحولت إلى أداة لمصلحة المنتصرين في الحرب الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية نفسها إلى عدم المشاركة في عضويتها على الرغم من كونها صاحبة الفكرة في قيامها .
جرائم الحرب
خوفا ً من المقاومين الشعبيين الفرنسيين و البلجيكيين, قام الجنود الألمان بقتل المدنببن في مدينة أندينى ( 211 قتلى ) و تامينس ( 384 قتلى ) و دينانت ( 612 قتلى ) ، و كان هناك نساء و أطفال من بين الضحايا. كما قام الألمان بحرق المدبنة ليوفين و أشعلت مكتبة المدينة التى كانت تحتوى على ما يقرب من 230,000 كتاب, و قتلوا 209 مدنيا ً و أجبروا 42,000 على ترك المدينة. أدينت هذه الأعمال من قبل المجتمع الدولي .
دخول الولايات المتحدة الحرب
ملصق التحفيز على التجنيد في أمريكا
1. مكافحة الإرادة الألمانية في السيطرة والنفوذ.
2. غزو الألمان لبلجيكا وعدم احترام المواثيق الدولية.
3. معاملة ألمانية قاسية تجاه السكان المدنيين في المناطق التي احتلتها ألمانيا.
4. حرب الغواصات التي شنها الألمان والتي أساءت كثيرا للمصالح الاقتصادية الأمريكية.
5. قضية "برقية زيمرمان" : مساعد أمين سر الدولة الألماني في وزارة الشؤون الخارجية يرسل برقية إلى وزير ألمانيا في المكسيك يقترح فيها على المكسيك أن تكون حليفة ألمانيا إذا ما نشبت حرب بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد استطاعت المخابرات البريطانية القبض على البرقية وتحليلها وتقديمها للرئيس ويلسون والحكومة الأمريكية.
6. خشية أصحاب المصارف وحكومة الولايات المتحدة من انكسار الحلفاء، وقد كانت المصارف الأمريكية قد أقرضت بريطانيا وفرنسا أموال طائلة لتمكنها من شراء المواد الأولية والأغذية من الولايات المتحدة، لذلك بدأ أصحاب المصارف ورجال الأعمال الأمريكان بدعوة الحكومة الأمريكية للتدخل بجانب الحلفاء.
أثر الحرب العالمية الأولى على الوطن العربي
كان الوطن العربي حتى عشية الحرب العالمية الأولى يحاول جاهدا مشاركة العثمانيين في تسيير شئون السلطنة وفي إيجاد توافق لحفظ وحدتها لكن تمسك العثمانيين بسياسة الاستبداد وسوء الإدارة وعدم تجاوبهم مع العرب أدى إلى تدهور العلاقات العربية العثمانية ففتح الباب أمام دول الوفاق الثلاثي للتقرب من العرب والحصول على مساندتهم خصوصا بعدما دخلت الدول العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا .
من جانب آخر، وجد العرب أنفسهم أمام وعود بريطانية كاذبة بإقامة دولة عربية مستقلة، و عوضا عنها قامت كلا من بريطانيا و فرنسا بتطبيق معاهدة سايكس-بيكو التي نصت على تقسيم الشرق الأوسط و تحييط فلسطين تمهيدا لإقامة الدولة اليهودية عليها. لاحقا، بقي الحضور الأوربي ماثلا في الوطن العربي من خلال ثلاثة نماذج:
1- الإستعمار الإستيطاني كما في فلسطين. 2- الإنتداب كما بالعراق و سوريا. 3- التدخل السياسي الغير مباشر كما هو الحال في أغلب الدويلات العربية.
واقع الوطن العربي قبيل الحرب
كانت البلدان العربية موزعة بين القوى العظمى فسيطرة فرنسا على كل من الجزائر و تونس و المغرب و موريتانيا و الصومال و جيبوتي وكان الإنجليز يبسطون نفوذهم على مصر وجنوب الجزيرة العربية وشرقها عدن و عمان و البحرين و الكويت بينما احتل الإيطاليون ليبيا وسيطر العثمانيون على ما تبقى من المشرق العربي كالشام والعراق والحجاز ومرتفعات عسير واليمن والخليج العربي أما نجد فكانت بين سلطة ابن رشيد وابن سعود.
اتصالات الحلفاء بالعرب
الشريف حسين بن علي
كان العرب قد التفوا حول الشريف الحسين بن علي شريف مكة وحامي الديار المقدسة الإسلامية وقد كان بينه وبين الخلافة العثمانية جفاء وكانت تراوده هو وأبنائه آمال في إنشاء دولة عربية كبرى ولما كانت بريطانيا حريصة على اجتذاب العرب إلى جانبها فقد دخلت في مفاوضات سرية مع الشريف حسين وتم تبادل رسائل بين الشريف حسين ممثلا للعرب وسير هنري مكماهون مندوب بريطانيا في مصر والسودان عرفت بمراسلات حسين مكماهون وأوضح فيها الشريف ما يشترطه العرب لدخول الحرب إلى جانب بريطانيا وهذه الشروط تتلخص في استقلال البلدان العربية القائمة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وإقامة دولة عربية كبرى تشمل مختلف أرجاء الوطن العربي باستثناء مصر والشمال الأفريقي وعلى الرغم من الاختلاف مع مكماهون حول حدود الدولة العربية الموعودة دخل العرب الحرب إلى جانب بريطانيا .
الثورة العربية الكبرى (1916)
بدأت الثورة العربية الكبرى في 10 يونيو 1916م بإعلان الشريف حسين الجهاد المقدس والثورة على العثمانيين بمساعدة ضابط الإستخبارات البريطانية لورنس الشهير بلورنس العرب ، واستطاع أبنائه السيطرة على الحجاز بمساعدة الإنجليز ثم تقدم ابنه فيصل نحو الشام ووصل بمساعدة الإنجليز إلى دمشق حيث خرج العثمانيون منها وأعلن فيها قيام الحكومة العربية الموالية لوالده الذي كان قد أعلن نفسه ملكا على العرب غير أن الحلفاء لم يعترفوا به إلا ملكا على الحجاز وشرق الأردن .
وعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى فقد أجرت هذه الدولة مفاوضات واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية بما فيها البلاد العربية ثم انفردت بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت باتفاقية سايكس بيكو (1916) نسبة إلى كل من المندوب البريطاني مارك سايكس والمندوب الفرنسي فرانسوا جورج بيكو وقد قاما بهذه المفاوضات التي فضح أمرها بعد الثورة البلشفية في روسيا سنة 1917 وفي السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى إذا وعد العرب بتحرر ووعد لزعماء الصهاينة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال ما عرف بوعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917