شهدت ملاعب اسبانيا ميلاد النجم الأرجنتيني المدلل دييجو مارادونا الفتى الذي شغل العالم الكروي مند عام 1982 وحتى يومنا هذا سلبا وإيجابا.. إيجابا من حيث فنون الكرة التي يمتلكها وسلبا استنادا إلى المشاكل العارمة التي أحاطت بمسيرته الكروية والمتجسدة في تعاطيه المخدرات وحمله الأسلحة والمعارك اليدوية التي كان وما زال يقحم نفسه فيها. المؤشرات الأولية كانت تقول بأن البرازيل هي من سيحمل اللقب نظرا لكوكبة النجوم التي ترتدي الزي الأصفر و الأزرق ولأن المنافسين لم يكونوا في نفس مستواها فإيطاليا تأهلت للمرحلة الثانية بفارق الأهداف عن الكاميرون.. والنمسا وألمانيا الغربية تأهلا (بلعبة قذرة) وبفارق الأهداف عن الجزائر بعدما استطاع المنتخب الجزائري تحقيق الفوز على ألمانيا بهدفين لهدف في مفاجآت كانت هي الأبرز في هذه البطولة، لتعطي النمسا بطاقة التأهل لألمانيا بهزيمتها بهدف دون مقابل.
احتجت الجزائر ومعها كل صوت عادل ولكن الاتحاد الدولي رفض الاحتجاج لتخرج الجزائر بشرف وبفوزين على ألمانيا وعلى تشيلي وخسارة واحدة من النمسا.
وعلى الجانب الآخر تأهلت إيطاليا في مفاجأة Уخرى على حساب البرازيل لدور الأربعة بعدما كسبتها في واحدة من أجمل مباريات كأس العالم بثلاثة أهداف لهدفين سجل جميع أهداف إيطاليا باولو روسي الذي سجل في الدقيقة (5) وفي الدقيقة (13) تعادل البرازيل وفي الدقيقة ( 25 ) يعاود روسي الكرة ولكن أيضا البرازيل تعادل عن طريق فالكاو قبل نهاية المباراة بـ (22) دقيقة ولكن روسي يسجل (هاتريك) في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع فوزا برازيليا لتتأهل إيطاليا على حساب أحد أفضل فرق كرة القدم حتى يومنا هذا.
وهناك في الطرف الآخر خاضت ألمانيا الغربية لقاء دراماتيكيا مع فرنسا التي تخلفت بهدف ثم تعادلت عن طريق ضربة جزاء لينتهي الوقت الأصلي بهذه النتيجة وفي الوقت الإضافي تتقدم فرنسا 1/3 وسط تأكيدات بتأهلها ولكن رومينيقيه كان له رأي آخر عندما سجل هدفين ليعادل النتيجة ويرتكن الفريقان لضربات الترجيح وهي التي تؤهل لأول مرة فريق إلى النهائي في كأس العالم وبالفعل استطاعت ألمانيا الغربية أن تصعد على حساب فرنسا بـ (4/5) لتلعب فرنسا وبولندا على الثالث والرابع وتفوز بولندا 2/3.. أما النهائي فقد جمع إيطاليا وألمانيا الغربية واستطاعت إيطاليا أن تحرز اللقب بكل جدارة واستحقاق على الرغم من أن كابريني أضاع ضربة جزاء هي الأولى التي تضيع في النهائي ولكن روسي عوض ضربة الجزاء هذه بهدف جميل بعد مرور (12) دقيقة من الشوط الثاني وفي الدقيقة (68) يحرز كارديلي الهدف الثاني لإيطاليا والتوبيلي أكد الفوز الإيطالي بهدف ثالث قبل نهاية المباراة بدقائق، هدف التفوق الألماني جاء عن طريق بريتنر لتفوز إيطاليا باللقب بعد بداية ضعيفة لم يكن يتوقع معها أي شخص أن تتأهل إلى النهائي.
أحداث ونتائج من البطولة:
-روسي صاحب أعلى رصيد في الأهداف حيث سجل 6 أهداف نصفها في مرمى البرازيل رومينيقيه سجل (5) أهداف ليحتل المركز الثاني.
-ثاني أسرع هدف في تاريخ كأس العالم هو ذلك الذي سجله الإنجليزي روبسون في مرمى فرنسا عند الثانية (27).
-فرنسا صاحبة أعلى رصيد من الأهداف في هذه البطولة وبلغ (16) هدفا.
-عدد الأهداف التي سجل في هذه البطولة (146) هدفا بمعدل (81،2) هدف في كل مباراة.
-إجمالي عدد الحضور بلغ (1766277) مشجعا بمعدل (33967) مشجعا في كل مباراة أما النهائي فحضره جمهور يقدر بـ (90000) مشجع.
-اعتبرت كأس العالم الثانية عشرة سنة 1982 في (أسبانيا) منعطفاً هاماً في تاريخ المسابقة، إذ ارتفع عدد الدول المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24 دولة بزيادة 8 فرق، وبالتالي ارتفع عدد المباريات المقامة إلى 52 مباراة على مدى شهر كامل..
- وخصصت (لإفريقيا) بطاقتان كانت من نصيب (الجزائر)، و (الكاميرون) وبطاقتان (آسيا) كانت من نصيب (الكويت)، و (نيوزيلندا).
- وغاب عن هذه الدورة فريقان بارزان لهما تاريخ حافل في دورات كأس العالم السابقة، وهما (الأورجواي)، و (هولندا) .
-خاض (مارادونا) تجربته الأولى في المونديال، لكن منتخبه (الأرجنتيني) فقد اللقب.
-تأهلت (إيطاليا) للمباراة النهائية أمام (ألمانيا) التي فازت على (فرنسا) بضربات الترجيح بعد أن تعادلا بثلاثة أهداف لكل منهما.
- لعبت (فرنسا) و (بولندا) على المركز الثالث، وفازت (بولندا) بنتيجة 3/2 .
- فازت (إيطاليا) على (ألمانيا) الغربية في المباراة النهائية 3/1 .
********************************************
الدورة الثالثة عشرة 1986 المكسيك :
شهدت المدن المكسيكية هذا الحدث الجلل الذي شاء لها القدر أن تحتضنه ثانية، بعدما فعلتها سنة 1970، وكان إستاد (الآزتيك) في أبهى حلله، ولم لا وهو يشهد مباراة الافتتاح بين (إيطاليا) و(الأرجنتين)؟ لقد سطعت شمس العرب على هذا المونديال كما لم تستطع من قبل.. فقد كان من المفترض أن تستضيف كولومبيا فعاليات كأس العالم 1986 إلا أن الجولات التي قام بها مندوبو الاتحاد الدولي لكرة القدم أكدت عدم جاهزية هذه الدولة لاستضافة (24) دولة لذلك أجبرت كولومبيا على سحب ترشيحها وفي المقابل تقدمت كل من البرازيل والمكسيك والولايات المتحدة لاستضافة البطولة إلا أن اختيار الاتحاد الدولي وقع على المكسيك لتنظم البطولة، وهو اختيار مفاجئ نظرا للإمكانيات المتوفرة في الولايات المتحدة والقدرات الراقية للبرازيل إضافة إلى أن المكسيك تعرضت قبل الحدث بعام واحد لكارثة طبيعية تمثلت في زلزال عنيف ولكن الاتحاد الدولي أصر على قراره وبالفعل فقد كان صائبا نظرا للنجاح التي حققته هذه البطولة وبالذات على الجانب التنظيمي.
شهدت هذه البطولة تعديلا جديدا في طريقة التأهل حيث تقرر أن تلعب الأدوار النهائية بطريقة خروج المغلوب.. بحيث يتأهل أول اثنين من كل مجموعة وأفضل أربعة ثوالث.. ولكي لا تتكرر المؤامرة التي حدثت في الدورة السابقة على المنتخب الجزائر بحيث دُبرت ضده المؤامرة الشهيرة بين (ألمانيا الغربية) و(النمسا) لإقصائه عن البطولة، تقرر أن تقام المباريات الحاسمة في وقت واحد.
المغرب سجلت حضورا متميزا في هذه الدورة و صال في هذا المونديال وجال وحول (المكسيك) أياماً طوالاً لبلد عربي مزهو بنتائجه الكبيرة والغير متوقعة حيث تأهلت للأدوار التالية على رأس مجموعتها متفوقة على إنجلترا وبولندا والبرتغال حيث تعادلت مع إنجلترا بدون أهداف وبنفس النتيجة مع بولندا وسحقت البرتغال بثلاثة أهداف لهدف لتصبح أول دولة عربية تترأس مجموعتها وأول دولة أفريقية تتأهل للأدوار التالية.. وعلى الجانب الآخر لم تقدم الجزائر المستوى المتوقع منها فخسرت لقاءين وتعادلت في الثالث وخرجت خالية الوفاض في حين خرجت المغرب على يد ألمانيا في دور الستة عشر بهدف قاتل عن طريق ضربة حرة مباشرة سجلها ماثيوس.
في مباراة ربع النهائي تقابلت فرنسا والبرازيل وانتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل منهما لتفوز فرنسا بضربات الترجيح 3/4 ونفس الشيء حدث مع ألمانيا الغربية والمكسيك فقد استطاع الأول الفوز بضربات الترجيح 4/1 بعد التعادل بدون أهداف وفازت الأرجنتين على إنجلترا 1/2 بالهدف الشهير - الذي سجله مارادونا بيده.
وأسبانيا هزمت بركلات الترجيح أيضا من بلجيكا 4/5 بعد التعادل في الوقت الأصلي بهدف لكل منهما.. ليتأهل لدور الأربعة كل من ألمانيا الغربية وفرنسا وتفوز ألمانيا بهدفين دون مقابل والأرجنتين وبلجيكا وتفوز الأرجنتين بنفس النتيجة.. ليجمع النهائي الأرجنتين وألمانيا، أما المركز الثالث فقد كان من نصيب فرنسا التي فازت على بلجيكا 4/2.
الكأس حمله الأرجنتين بعد مباراة مثيرة مع ألمانيا الغربية انتهت بفوز الأرجنتين بثلاثة أهداف لهدفين سجل براون للأرجنتين في الدقيقة (22) عن طريق ضربة رأس وفالدانو أضاف الهدف الثاني لتتقدم الأرجنتين بهدفين دون مقابل وقبل نهاية المباراة بـ (17) دقيقة يسجل رومنيقيه هدف ألمانيا الآول وقبل نهاية المباراة بـ (
دقائق، يحرز مولر هدف ألمانيا الثاني وسط دهشة الأرجنتين إلا أن ما رادونا الذي بزغ نجمه تماما في هذه البطولة نجح في ضرب مصيدة التسلل بتمريرات قاتلة لبرتشوتا الذي أعاد التفوق لمنتخب الأرجنتين بهدف ثالث حقق من خلاله البطولة.. وإذا كان هناك من عامل ساهم في تحقيق اللقب للأرجنتين فهو بلا شك النجم دييقو مارادونا والذي كان محور انطلاق كل هدف أرجنتيني.
الإنجليزي جاري لينكر حصل على لقب الهداف برصيد (6) أهداف أعقبه الأسباني بوتر قينو والبرازيلي كاريكا ومارادونا الأرجنتيني بـ (5) أهداف. شارك في البطولة أربعة وعشرون فريقاً لثاني مرة في تاريخ كأس العالم.
و هي: (إيطاليا) – (بلغاريا) – (الأرجنتين) – (كوريا الجنوبية) – (المكسيك)– (بلجيكا) – (العراق) – (باراجواي) – (فرنسا) – (كندا) – (الاتحاد السوفيتي) – (المجر) – (البرازيل) – (أسبانيا) – (الجزائر) – (إيرلندا الشمالية) – (الدانمارك) – (اسكتلندا) – (أورجواي) – (ألمانيا الغربية) – (المغرب) – (بولندا) – (إنجلترا) – (البرتغال).
أحداث ونتائج من الدورة:
-أسرع هدف سجله بيوتراغينو الأسباني في الثانية 63 من لقاء بلاده وايرلندا الشمالية.
-أعلى رصيد للأهداف سجله المنتخب الأرجنتيني (14) هدفا.
-مجموع الأهداف التي سجلت بلغ (932) هدفا أي بمعدل (54،2) هدف في كل مباراة.
-مجموع الحضور بلغ (2391000) مشجع في جميع المباريات أي بمعدل (45180) مشجعا في كل مباراة.. أما النهائي فحضره جمهور يقدر بـ (114500).
-عدد الدول العربية التي تأهلت لهذا المونديال بلغت ثلاثة دول، وهي (المغرب) و (الجزائر) و (العراق).
-في هذا المونديال ظهرت مواهب النجم الفذ والخارق (دييجو مارادونا) حيث كان هو السبب الأول والأخير والوحيد في فوز (الأرجنتين) بالكأس للمرة الثانية في تاريخه.. حيث صال في هذا المونديال وجال ولعب الكرة كما يحلو له، وأصبحت عمالقة الفرق أمامه أقزاماً..
-وشق (الأرجنتين) طريقه إلى المباراة النهائية من ناحية، والفريق (الألماني) – المحظوظ – من الناحية الأخرى، حيث فاز فريق (مارادونا) على الفريق (الألماني) 3/2 ، وفاز بكأس العالم للمرة الثانية.
-هداف البطولة: الإنجليزي (جاري لينيكر) برصيد 6 أهداف.
-وجدير بالذكر أن (المغرب) هي الدولة العربية الوحيدة التي تأهلت للدور الثاني في كأس العالم حتى الآن، بعدما قدمت عروضاً شرفت الكرة العربية.
**********************************************
الدورة الرابعة عشرة 1990 روما – ايطاليا